فأقام عندها بالبصرة مدة ثم توخم البصرة فطالبها بأن ترحل معه إلى الحجاز فقالت ما أنا بتاركة مالي وضيعتي ههنا تذهب وتضيع وأمضي معك إلى بلد الجدب والفقر والضيق فإما أن أقمت هاهنا أو طلقتني فطلقها وخرج إلى الحجاز ثم ندم وتذكرها فقال .
( دامت لعينكَ عَبرة وسُجوم ... وثوت بقلبكَ زَفرة وهُمومُ ) .
( طيف لزينب ما يزال مؤرقي ... بعد الهدوِّ فما يكاد يَرِيم ) .
( إذا تعرض في المنام خيالها ... نكأ الفؤادَ خيالُها المحلوم ) .
( أجعلتِ ذنبكِ ذنبه وظلمتِه ... عند التحاكم والمُدِل ظلومُ ) .
( ولئن تجنيتِ الذنوب فإنه ... ذو الداء يَعْذِر والصحيح يلوم ) .
( ولقد أراكِ غداة بنتِ وعهدُكم ... في الوصل لا حَرج ولا مذموم ) .
( أضحت تُحَكمك التجارب والنهى ... عنه ويُكْلِفه بك التحكيم ) .
صوت .
( بَرَأَ الأُلى عِلقوا الحبائل قبله ... فنَجوا وأصبح في الوَثاق يهيم ) .
( ولقد أردت الصبر عنك فعاقني ... عَلَق بقلبي من هواك قديم ) .
( ضعفت معاهد حبهن مع الصبا ... ومع الشباب فبِن وهو مقيم ) .
( يبقى على حدث الزمان وريبه ... وعلى جفائك إنه لكريم ) .
( وجنيتِ حين صَحَحْت وهو بدائه ... شتان ذاك مصحَّحٌ وسقيم ) .
( وأَدَيْتِه زمناً فعاذ بحلمه ... إن المحب عن الحبيب حليم ) .
( وزعمت أنك تبخلين وشفَّه ... شوق إليك وإن بخلت أليم )