( لو سرت في الناس أقصاهم وأقربهم ... في شُقة الأرض حتى تُحسِر الإِبلا ) .
( تبغي فتى فوق ظهر الأرض ما وجدوا ... مثل الذي غيبوا في بطنها رجلا ) .
( اعْدُد ثلاث خصال قد عُرفن له ... هل سُب من أحد أو سَبَّ أو بخلا ) .
قال سليمان بن عياش لما مات عبد العزيز بن مروان ونعي إلى أخيه عبد الملك تمثل بأبيات الخارجي هذه وجعل يرددها ويبكي .
أخبرني عيسى قال حدثنا الزبير قال حدثني عمي عن أبيه قال قال الرشيد يوما لجلسائه .
أنشدوني شعرا حسنا في امرأة خفرة كريمة فأنشدوا فأكثروا وأنا ساكت فقال لي إيه يا بن مصعب أما إنك لو شئت لكفيتنا سائر اليوم فقلت نعم يا أمير المؤمنين لقد أحسن محمد بن بشير الخارجي حيث يقول .
( بيضاء خالصة البياض كأنها ... قمر توسط جنح ليل مُبرِد ) .
( موسومة بالحسن ذات حواسد ... ان الحسان مظنة للحسد ) .
( وترى مدامعها تُرقرق مقلة ... حوراء ترغب عن سواد الإِثمد ) .
( خَوْد إذا كثر الكلام تعوذت ... بحمى الحياء وإن تكلم تُقْصد ) .
( لم يطغها شرف الشباب ولم تضع ... منها مُعاهدة النصيح المرشد ) .
( وتبرجت لك فاستبتك بواضح ... صَلْت وأسود في النصيف معقد ) .
( وكأن طعم سلافة مشمولة ... بالريق في أثر السواك الأغيد ) .
فقال الرشيد هذا والله الشعر لا ما أنشدتمونيه سائر اليوم ثم أمر مؤدب ابنيه محمد الأمين وعبد الله المأمون فرواهما الأبيات