عائشة بنت يحيى تأبى أن تتزوجه .
قال ابن أبي خيثمة في روايته عن مصعب وعن الزبير عن سليمان بن عياش .
كان الخارجي واسمه محمد بن بشير بن عبد الله بن عقيل بن سعد بن حبيب بن سنان بن عدي بن عوف بن بكر شاعرا فصيحا ويكنى أبا سليمان فقدم البصرة في طلب ميراث له بها فخطب عائشة بنت يحيى بن يعمر الخارجية من خارجة عدوان فأبت أن تتزوجه إلا أن يقيم معها بالبصرة ويترك الحجاز ويكون أمرها في الفرقة إليها فأبى أن يفعل وقال في ذلك .
( أرِق الحزينُ وعاده سُهُدهْ ... لطوارق الهم التي تَرِدُهْ ) .
( وذكرتُ من لانت له كبدي ... فأبى فليس تلين لي كبده ) .
( ونأى فليس بنازل بلدي ... أبدا وليس بمُصلِحي بلده ) .
( فصُدِعت حين أبى مودتَه ... صَدْعَ الزجاجة دائم أبده ) .
( وعرفت أن الطير قد صدقت ... يوم الكِدانة شرَّ ما تَعِده ) .
( فاصبر فإن لكل ذي أجل ... يوماً يجيء فينقضي عدده ) .
( ماذا تعاتب من زمانك إذ ... ظعن الحبيب وحل بي كمَدُه ) .
قالا وخاطب أباها يحيى بن يعمر في ذلك فقال له إنها امرأة برزة عاقلة لا يفتات على مثلها بأمرها وما عندها عنك من رغبة ولكنها امرأة في خلقها شدة ولها غيرة وقد بلغني أن لك زوجتين وما أراها تصبر على أن تكون ثالثة لهما فانظر في أمرك وشاور فيه فإما أن أقمت بالبصرة معها فعفت لك عن صاحبتيك إذ لا مجاورة بينهما وبينها ولا عشرة وإن شئت