فضرع له المغيرة وتواضع في كلامه حتى طمع فيه مصقلة واستعلى عليه فشتمه فقدمه المغيرة إلى شريح وهو القاضي يومئذ فأقام عليه البينة فضربه الحد فآلى مصقلة ألا يقيم ببلدة فيها المغيرة بن شعبة ما دام حيا وخرج إلى بني شيبان فنزل فيهم إلى أن مات المغيرة ثم دخل الكوفة فتلقاه قومه وسلموا عليه فما فرغ من التسليم حتى سألهم عن مقابر ثقيف فأرشدوه إليها فجعل قوم من مواليه يلتقطون له الحجارة فقال ما هذا قالوا ظننا أنك تريد أن ترجم قبره فقال ألقوا ما في أيديكم فألقوه وانطلق حتى وقف على قبره ثم قال والله لقد كنت نافعا لصديقك ضائرا لعدوك وما مثلك إلا كما قال مهلهل في أخيه كليب .
( إن تحت الأحجار حزماً وعزماً ... وخَصيماً ألدّ ذا معلاق ) .
( حيةٌ في الوِجار أربدُ لا ينْقع ... منه السليمَ نفثُ الراقي ) .
وأخبرني بهذا الخبر محمد بن خلف بن المرزبان عن أحمد بن القاسم عن العمري عن الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي .
أن مصقلة قال له والله إني لأعرف شبهي في عروة ابنك فأشهد عليه بذلك وجلده الحد وذكر باقي الخبر مثل الذي قبله .
عمر لا ينخدع .
أخبرني محمد بن عبد الله الرازي قال حدثنا أحمد بن الحارث عن