فخرج نبيشة بن حبيب السلمي غازياً فلقي ظعنا من بني كنانة بالكديد في نفر من قومه وبصر بهم نفر من بني فراس بن مالك فيهم عبد الله بن جذل الطعان بن فراس والحارث بن مكدم أبو الفارعة وقال بعضهم أبو الفرعة أخو ربيعة بن مكدم قال وهو مجدور يومئذ يحمل في محفة فلما رآهم أبو الفارعة قال هؤلاء بنو سليم يطلبون دماءهم فقال أخوه ربيعة بن مكدم أنا أذهب حتى أعلم علم القوم فآتيكم بخبرهم فتوجه نحوهم فلما ولى قال بعض الظعن هرب ربيعة فقالت أخته أم عزة بنت مكدم أين تنتهي نفرة الفتى فعطف وقدسمع قول النساء فقال .
( لقد علمنَ أنَّني غير فَرِقْ ... لأطعُنن طعنة وأعتنقْ ) .
( أُعْمِل فيهم حين تحمر الحَدَق ... عَضْباً حساماً وسناناً يأتلق ) .
قال ثم انطلق يعدو به فرسه فحمل عليه بعض القوم فاستطرد له في طريق الظعن وانفرد به رجل من القوم فقتله ربيعة ثم رماه نبيشة أو طعنه فلحق بالظعن يستدمي حتى أتى إلى أمه أم سيار فقال اجعلي على يدي عصابة وهو يرتجز ويقول .
( شدي عليّ العَصْب أم سيارْ ... ) .
( لقد رُزِيتِ فارساً كالدينار ... ) .
( يطعُن بالرمح أمام الأدبار ... ) .
فقالت أمه .
( إنا بنو ثعلبة بن مالكِ ... مُرَزَّأ أخيارنا كذلكِ )