حضرت الأنصار باب معاوية ومعهم النعمان بن بشير فخرج إليهم سعد أبو درة وكان حاجب معاوية ثم حجب عبد الملك بن مروان فقال استأذن لنا فدخل فقال لمعاوية الأنصار بالباب فقال له عمرو بن العاص ما هذا اللقب الذي قد جعلوه نسبا ارددهم إلى نسبهم فقال معاوية إن علينا في ذلك شناعة قال وما في ذلك إنما هي كلمة مكان كلمة ولا مرد لها فقال له معاوية اخرج فناد من بالباب من ولد عمرو بن عامر فليدخل فخرج فنادى بذلك فدخل من كان هناك منهم سوى الأنصار فقال له اخرج فناد من كان ههنا من الأوس والخزرج فليدخل فخرج فنادى ذلك فوثب النعمان بن بشير فأنشأ يقول .
( يا سعد لا تُعِد الدعاء فما لنا ... نسب نجيب به سوى الأنصار ) .
( نسب تخيره الإله لقومنا ... أثقل به نسباً على الكفار ) .
( إن الذين ثَوَوا ببدر منكم ... يوم القَليب همُ وقود النار ) .
وقام مغضبا وانصرف فبعث معاوية فرده فترضاه وقضى حوائجه وحوائج من حضر معه من الأنصار .
من محتار شعر النعمان .
ومن مختار شعر النعمان قوله رواها خالد بن كلثوم واخترت منها .
( إذا ذُكرت أم الحويرث أخضلت ... دموعي على السربال أربعة سكبا ) .
( كأنّي لما فرَّقتْ بيننا النَّوى ... أجاور في الأغلال تغلب أو كلبا ) .
( وكنا كماء العين والجفنِ لا تَرَى ... لواش بغَى نقض الهوى بيننا إِرْبا ) .
( فأمسى الوشاة غيَّروا وُدَّ بيننا ... فلا صلةً ترعَى لديّ ولا قُربَى )