عبد الله بن حسن فدخلت منزلي فتطهرت ولبست ثوبين نظيفين وصرت إليه فلما مثلت بين يديه سلمت فرد علي وأمرني بالجلوس فلما سكن جأشي قال لي يا مفضل أي بيت قالته العرب أفخر فتشككت ساعة ثم قلت بيت الخنساء وكان مستلقيا فاستوى جالسا ثم قال وأي بيت هو قلت قولها .
( وإنّ صخراً لتأتمُّ الهداة به ... كأنه عَلَم في رأسهِ نارُ ) .
فأومأ إلى إسحاق بن بزيع ثم قال قد قلت له ذلك فأباه فقلت الصواب ما قاله أمير المؤمنين ثم قال حدثني يا مفضل قلت أي الحديث أعجب إلى أمير المؤمنين قال حديث النساء فحدثته حتى انتصف النهار ثم قال لي .
يا مفضل أسهرني البارحة بيتا ابن مطير وأنشد البيتين المذكورين في الخبر الأول ثم قال ألهذين ثالث يا مفضل قلت نعم يا أمير المؤمنين فقال وما هو فأنشدته قوله .
( وكم قد رأينا من تغير عِيشةٍ ... وأخرى صفا بعد اكدرار غديرها ) .
وكان المهدي رقيقا فاستعبر ثم قال يا مفضل كيف حالك قلت كيف يكون حال من هو مأخوذ بعشرة آلاف درهم فأمر لي بثلاثين ألف درهم وقال اقض دينك وأصلح شأنك فقبضتها وانصرفت