نظر النابغة الذبياني إلى لبيد بن ربيعة وهو صبي مع أعمامه على باب النعمان بن المنذر فسأل عنه فنسب له فقال يا غلام إن عينيك لعينا شاعر أفتقرض من الشعر شيئاً قال نعم يا عم .
قال فأنشدني شيئاً مما قلته .
فأنشده قوله - وافر - .
( ألم تَربَعْ على الدِّمن الخوالي ... ) .
فقال له يا غلام أنت أشعر بني عامر زدني يا بنيّ .
فأنشده .
( طَلَلٌ لخولة بالرُّسَيس قديمُ ... ) - كامل - .
فضرب بيديه إلى جنبيه وقال اذهب فأنت أشعر من قيسٍ كلها أو قال هوازن كلها .
وأخبرني بهذا الخبر عمي قال حدثنا العمري عن لقيط عن أبيه وحماد الراوية عن عبد الله بن قتادة المحاربي قال كنت مع النابغة بباب النعمان بن المنذر فقال لي النابغة هل رأيت لبيد بن ربيعة فيمن حضر قلت نعم .
قال أيهم أشعر قلت الفتى الذي رأيت من حاله كيت وكيت .
فقال اجلس بنا حتى يخرج إلينا .
قال فجلسنا فلما خرج قال له النابغة إلي يا ابن أخي .
فأتاه فقال أنشدني .
فأنشده قوله - وافر - .
( ألم تُلمِمْ على الدِّمن الخوالي ... لسَلْمَى بالمذَانِب فالقٌفالِ ) .
فقال له النابغة أنت أشعر بني عامر زدني .
فأنشده - كامل - .
( طَللٌ لخولةَ بالرُّسَيسِ قديمُ ... فبعاقلٍ فالأنعَمَيْن رُسومُ )