أطمار فقال له يا ابن أبي الشعثاء إلى أين أصبحت غادياً قال أمتع الله بك نزل عبد الله بن عبد الملك الحرة يريد الحج وقد كنت وفدت إليه بمصر فأحسن إلي .
قال أفما وجدت شيئاً تلبسه غير هذه الثياب قال قد استعرت من أهل المدينة فلم يعرني أحد منهم غير هذه الثياب .
فدعا جعفر غلاماً فقال ائتني بجبة صوف وقميص ورداء .
فجاءه بذلك فقال أبل وأخلق .
فلما ولى الحزين قال جلساء جعفر له ما صنعت إنه يعمد إلى هذه الثياب التي كسوته إياها فيبيعها ويفسد بثمنها .
قال ما أبالي إذا كافأته بثيابه ما صنع بها .
فسمع الحزين قولهم وما رد عليهم ومضى حتى أتى عبد الله بن عبد الملك فأحسن إليه وكساه .
فلما أصبح الحزين أتى جعفراً ومعه القوم الذين لاموه بالأمس وأنشده - طويل - .
( وما زال ينمو جعفرُ بنُ محمّدٍ ... إلى المجد حتّى عَبْهَلَتْهُ عواذلهْ ) .
( وقُلْنَ له هلْ مِن طريفٍ وتالدٍ ... من المال إلاّ أنت في الحقِّ باذلهْ ) .
( يُحاوِلْنَه عن شِيمةٍ قد علِمْنَها ... وفي نفسه أمرٌ كريمٌ يُحاولهْ ) .
ثم قال له بأبي أنت وأمي سمعت ما قالوا وما رددت عليهم .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال صحب الحزين رجلاً من بني عامر بن لؤي يلقب أبا بعرة وكان استعمل على سعايات فلم يصنع إليه خيراً وكان قد صحب قبله عمرو بن مساحق وسعد بن نوفل فأحمدهما فقال له - طويل