في هذا إليك ولكنه طرب غلبني وشعر طفح على قلبي في حال الحداثة فنطقت به .
فخلى سبيله .
قال وكان المهدي يحبه ويكرمه لظرفه وطيب نفسه .
وروي هذا الخبر عن مصعب الزبيري وإسحاق بن إبراهيم الموصلي قال كان آدم بن عبد العزيز يشرب الخمر ويفرط في المجون وكان شاعراً فأخذه المهدي فضربه ثلاثمائة سوط على أن يقر بالزندقة فقال والله ما أشركت بالله طرفة عين ومتى رأيت قرشياً تزندق قال فأين قولك - مجزوء الرمل - .
( اسقِني واسقِ غُصَيْنَا ... لا تبعْ بالنقد دَيْنَا ) .
( اسقِنِيها مُزة الطعم ... تُريك الشّيْنَ زَيْنا ) .
في هذين البيتين لعمرو بن بانة ثاني ثقيل بالوسطى ولإبراهيم هزج بالبنصر قال فقال لئن كنت ذاك فما هو مما يشهد على قائله بالزندقة .
قال فأين قولك - مجزوء الرمل - .
( اسقني واسقِ خليلي ... في مَدَى الليلِ الطويلِ ) .
( قهوةً صَهْباءَ صِرْفاً ... سُبِيَتْ من نهر بِيلِ ) .
( لونُها أصفرُ صافٍ ... وهْي كالمسك الفتيلِ ) .
( في لسانِ المرء منها ... مثلُ طعم الزنجبيل )