وقال ابن حمدون كان عمرو حسن الحكاية لمن أخذ الغناء عنه حتى كان من يسمعه لو توارى عن عينه عمرو ثم غنى لم يشكك في أنه هو الذي أخذ عنه لحسن حكايته وكان محظوظا ممن يعلمه ما علم أحداً قط إلا خرج نادراً مبرزاً .
فأخبرني جحظة قال حدثني أبو العبيس بن حمدون قال قال لي عمرو بن بانة علمت عشرة غلمان كلهم تبينت فيهم الثقافة والحذق وعلمت أنه يتقدم أحدهم أنت وتمرة وما تبينت قط من أحد خلاف ذلك فعلمته .
وقال محمد بن الحسن الكاتب حدثني أبو حارثة الباهلي عن أخيه أبي معاوية قال سمعت عمرو بن بانة يقول لإسحاق في كلام جرى بينهما ليس مثلي يقاس بمثلك لأنك تعلمت الغناء تكسبا وتعلمته تطربا وكنت أضرب لئلا أتعلمه وكنت تضرب حتى تتعلمه .
وأخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثني محمد بن الحسن بن الحرون قال اجتمع عمرو بن بانة والحسين بن الضحاك في منزل ابن شعوف وكان له خادم يقال له مفحم وكان عمرو يتهم به فلما أخذ فيه الشراب سأل عمرو الحسين بن الضحاك أن يقول في مفحم شعراً ليغني فيه فقال الحسين - منسرح - .
( وا بأبي مُفْحَمٌ لِغرّته ... قلْتُ له إذ خَلَوْتُ مكتتما ) .
( تحبُّ بالله من يخصُّك بالحُبِّ ... فما قال لا ولا نعما ) .
الشعر للحسين بن الضحاك والغناء لعمرو بن بانة ثاني ثقيل بالبنصر .
قال فغنى فيه عمرو .
ولم يزل هذا الشعر غناءهم وفيه طربهم إلى أن