واللبن وأعطوه لقاحا وكسوة .
قال فلما قدم الزبرقان سأل عنه فأخبر بقصته فنادى في بني بهدلة بن عوف وهم لأم دون قريع أمهم السفعاء بنت غنم بن قتيبة من باهلة فركب الزبرقان فرسه وأخذ رمحه وسار حتى وقف على نادي بني شماس القريعيين فقال ردوا علي جاري فقالوا ما هو لك بجار وقد اطرحته وضيعته فألم أن يكون بين الحيين حرب فحضرهم أهل الحجا من قومهم فلاموا بغيضا وقالوا اردد على الرجل جاره فقال لست مخرجه وقد آويته وهو رجل حر مالك لأمره فخيروه فإن اختارني لم أخرجه وإن اختاره لم أكرهه فخيروا الحطيئة فاختار بغيضا ورهطه فجاء الزبرقان ووقف عليه وقال له أبا مليكة أفارقت جواري عن سخط وذم قال لا فانصرف وتركه .
هذه رواية ابن سلام وأما أبو عبيدة فإنه ذكر أنه كان بين الزبرقان ومن معه من القريعيين تلاح وتشاح .
وزعم غيرهما أن الزبرقان استعدى عمر بن الخطاب على بغيض فحكم عمر بأن يخرج الحطيئة حتى يقام في موضع خال بين الحيين وحده ويخلى سبيله ويكون جار أيهما اختار ففعل ذلك به فاختار القريعيين قال وجعل الحطيئة يمدحهم من غير أن يهجو الزبرقان وهم يحضونه على ذلك ويحرضونه فيأبى ويقول لا ذنب للرجل عندي حتى أرسل الزبرقان إلى رجل من النمر بن قاسط يقال له دثار بن شيبان فهجا بغيضا فقال .
( أرَى إبِلي بجَوْف الماء حَلَّتْ ... وأَعْوزها به الماءُ الرَّواءُ )