وعبدان أهل مكة فنادى يا معشر الأوس أنا أبو عامر .
قالوا فلا أنعم الله بك عيناً يا فاسق .
وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية الراهب فسماه رسول الله الفاسق .
فلما سمع ردهم عليه قال لقد أصاب قومي بعدي شر ثم قاتلهم قتالا شديداً ثم راضخهم بالحجارة .
وقد قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال يا بني عبد الدار إنكم وليتم لواءنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتم وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم إذا زالت زالوا فإما أن تكفونا لواءنا وإما أن تخلوا بيننا وبينه فسنكفيكموه .
فهموا به وتوعدوه وقالوا نحن نسلم إليك لواءنا ستعلم غداً إذا التقينا كيف نصنع وذلك الذي أراد أبو سفيان .
فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض قامت هند بنت عتبة في النسوة اللواتي معها وأخذن الدفوف يضربن خلف الرجال ويحرضنهم فقالت هند فيما تقول - مجزوء الرجز - .
( إنْ تُقبلوا نُعانقْ ... ونَفرش النمارقْ ) .
( أو تدبروا نفارقْ ... فِراقَ غيرِ وامقْ ) .
وتقول - مجزوء الرجز - .
( إيهاً بني عبد الدارْ ... إيهاً حُماةَ الأدبارْ ) .
( ضَرْباً بكلِّ بتَّارْ ... ) .
واقتتل الناس حتى حميت الحرب وقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس وحمزة ابن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب عليهما السلام في رجال من المسلمين فأنزل الله نصره وصدقهم وعده فحسوهم بالسيف حتى كشفوهم وكانت الهزيمة