ذلك حفظاً لما بينه وبين زوجها وبلغ ذلك ابن حسان فراسل امرأة ابن الحكم حتى فضحها وبلغ ذلك ابن الحكم وقيل له إنك إذا أتيت ضيعتك أرسلت إلى ابن حسان فكان معها .
فأمر ابن الحكم أهله فقال عالجوا سفرة حتى أطالع مالي بمكان كذا وكذا .
فخرج وبعثت امرأته إلى ابن حسان فجاء كما كان يفعل ورجع ابن الحكم حين ظن أن ابن حسان قد صار عندها فاستفتح فقالت ابن الحكم والله وخبأته خلفها في بيت ودخل عبد الرحمن فبعث إلى امرأة ابن حسان إنه قد وقعت لك في قلبي مقة فأقبلي إلي الساعة .
فتهيأت وأقبلت حتى دخلت عليه فوضعت ثيابها وزوجها ينظر فقال لها قد كنت أكثرت الإرسال إلي فما شأنك قالت إني والله هالكة من حبك .
قال وزوجها يسمع وإنما أراد أن يعلمه أنها قد كانت ترسل إليه ويأبى عليها .
وزعم أنها هي التي قالت لابن الحكم إن ابن حسان يخلفك في أهلك .
فلما فرغ من كلامه وأسمعه زوجها قال لها قد جاءت امرأتي .
وأدخلها البيت الذي فيه ابن حسان فلما جمعهما في مكان واحد خرج عنهما فخرجا وطلق امرأته .
أخبرني ابن دريد قال أخبرني الرياشي قال حدثنا ابن بكير عن هشام ابن الكلبي عن خالد بن سعيد عن أبيه قال رأيت مروان بن الحكم يطوف بالبيت ويقول اللهم أذهب عني الشعر وأخوه عبد الرحمن يقول اللهم إني أسألك ما استعاذ منه فذهب الشعر عن مروان وقاله عبد الرحمن .
وأما هشام بن الكلبي فإنه حدث عن خالد وإسحاق ابني سعيد بن العاصي أن سبب التهاجي بينهما أنهما خرجا إلى الصيد بأكلب لهما في إمارة مروان فقال ابن الحكم لابن حسان - كامل - .
( أُزْجُرْ كلابك إنها قَلَطِيّةٌ ... بُقْعٌ ومثلُ كلابكم لم تَصْطدِ )