( بنيْتُ بعد مُستظَلٍّ ضاحيا ... بنيته بعُصْبةٍ من ماليا ) .
( والسِّرُّ مما يتبع القواصِيا ... أخشَى رُكَيْبا أو رُجَيلا عاديا ) .
وكان أحيحة إذا أمسى جلس بحذاء حصنه الضحيان ثم أرسل كلاباً له تنبح دونه على من يأتيه ممن لا يعرف حذراً أن يأتيه عدو يصيب منه غرة فأقبل عاصم بن عمرو يريده في مجلسه ذلك ليقتله بأخيه وقد أخذ معه تمراً فلما نبحته الكلاب حين دنا منه ألقى لها التمر فوقفت فلما رآها أحيحة قد سكنت حذر .
فقام فدخل حصنه ورماه عاصم بسهم فأحرزه منه الباب فوقع السهم بالباب فلما سمع أحيحة وقع السهم صرخ في قومه فخرج عاصم بن عمرو فأعجزهم حتى أتى قومه .
ثم إن أحيحة جمع لبني النجار فأراد أن يغترهم فواعدهم وقومه لذلك وكانت عند أحيحة سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش إحدى نساء بني عدي بن النجار له منها عمرو بن أحيحة وهي أم عبد المطلب بن هاشم خلف عليها هاشم بعد أحيحة وكانت امرأة شريفة لا تنكح الرجال إلاّ وأمرها بيدها إذا كرهت من رجل شيئاً تركته .
فزعم ابن إسحاق أنه حدثه أيوب بن عبد الرحمن وهو أحد رهطها قال حدثني شيخ منا أن أحيحة لما أجمع بالغارة على قومها ومعها ابنها عمرو بن أحيحة وهو يومئذ فطيم أو دون الفطيم وهو مع أحيحة في حصنه عمدت إلى ابنها فربطته بخيط حتى إذا أوجعت الصبي تركته فبات يبكي وهي تحمله وفات أحيحة معها ساهراً يقول ويحك ما لابني فتقول والله ما أدري ما له .
حتى إذا ذهب الليل أطلقت الخيط عن الصبي فنام .
وذكروا أنها ربطت رأس ذكره فلما هدأ الصبي قالت وارأساه فقال أحيحة هذا والله ما لقيت من سهر هذه الليلة .
فبات يعصب لها رأسها ويقول ليس بك بأس .
حتى إذا لم يبق