قال فلما قرأها عمر عذره عند سليمان فأمر له سليمان بألف دينار في دينه وألف دينار معونة على عياله وبرقيق من البيض والسّودان وكثير من طعام الجاري وأن يدان من الصّدقة بألفي دينار .
قال فلما جاء ذلك إلى أبي قال أعطيته من غير مسألة فقيل نعم .
قال الحمد لله ما أسخى هذا الفتى ما كان أبوه سخيّاً ولا ابن سخيٍّ .
ولكن هذا كأنه من آل حرب .
ثم قال طويل .
( فما كنت دَيَّاناً فقد دِنْتُ إذ بَدَتْ ... صُكوكُ أميرِ المؤمنيْنَ تدورُ ) .
( بوَصْلِ أُولي الأرحامِ قَبْلَ سؤالِهِمْ ... وذلك أمرٌ في الكرامِ كثيرُ ) .
قال بعض من روى هذا الخبر عن الزبير الناس لا ينظرون في عيب أنفسهم وما كان لجعفر أن يعيب أحداً بالبخل وما رئي في الناس أحد أبخل منهم أهل البيت ولا من عبد الله بن الزبير خاصة وما كان فيهم جواد غير مصعب .
قال الزبير حدثني عمي قال كان السلطان بالمدينة إذا جاء مال الصدقة أدان من أراد من قريش منه وكتب بذلك صكّا عليه فيستعبدهم به ويختلفون إليه ويديرونه فإذا غضب على أحد منهم استخرج ذلك منه حتّى كان هارون الرشيد فكلّمه عبد الله بن مصعب في صكوك بقيت من ذلك على غير واحد من قريش فأمر بها فخرقت عنهم فذلك قول ابن الزبير - طويل - .
( فما كنت دَيَّاناً فقد دِنْتُ إذ بَدَتْ ... صُكوكُ أميرِ المؤمنيَنَ تدورُ ) .
قال الزبير وحدثني عمّي مصعب قال شهد جعفر بن الزبير مع أخيه عبد الله حربه واستعمله عبد الله على المدينة وقاتل يوم قتل عبد الله بن الزبير حتى جمد الدم على يده وفي ذلك يقول جعفر - طويل