قال أبو عمرو قال حريث هذه القصيدة في امرأة يقال لها حبّى بنت الأسود من بني بحتر بن عتود وكان يهواها ويتحدث إليها ثم خطبها فوعده أهلها أن يزوجوه ووعدته ألا تجيب إلى تزويج إلا به فخطبها رجل من بني ثعل وكان موسرا فمالت إليه وتركت حريثا وقد خيرت بينهما فاختارت الثعلي فتزوجها فطفق حريث يهجو قومها وقوم المتزوج بها من بني بحتر وبني ثعل فقال يهجو بني ثعل .
( بني ثُعَل أهلَ الخنا ما حديثُكُمْ ... لكم منطق غاوٍ وللنَّاس مَنْطِقُ ) .
( كأنَّكُم مِعزىً قواصِعُ جِرَّةٍ ... من العِيِّ أو طيرٌ بِخَفَّانَ يَنْعِقُ ) .
( دِيافيَّة قُلْفٌ كأنَّ خطيبَهُمْ ... سراةَ الضُّحَى في سَلْحه يتمطَّقُ ) .
قال أبو عمرو ولم يزل حريث يهجو بني بحتر وبني ثعل من أجل حبّى فبينا هو ذات يوم بخيبر وقد نزل على رجل من قريش وهو جالس بفنائه ينشد الشعر الذي قاله يهجو به بني ثعل وبني بحتر ابني عتود وبخيبر يومئذ رجل من بني جشم بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر يقال له أوفى بن حجر بن أسيد بن حيي بن ثرملة بن ثرغل بن خثيم بن أبي حارثة عند بني أخت له من قريش فمر أوفى هذا بحريث بن عناب وهو ينشد شعرا هجا به بني بحتر فسمعه أوفى وهو ينشد قوله .
( وإنَّ أحَقَّ النَّاسِ طُرّاً إهانَةً ... عَتُودٌ يُبارِيه فَريرٌ وثَعلَبُ )