( فصار إنساناً بذكري له ... ولم يكن من قبلُ إنسانا ) .
( قَرَعْتُ سِنِّي نَدماً سادِماً ... لو كان يغني ندمي الآنا ) .
( يا ضيعةَ الشعر ويا سَوْءَتا ... لي ولأِزمانيَ أزمانا ) .
( من بعد شتمي القِردَ لا والذي ... أنزلَ توراةً وقرآنا ) .
( ما أحدٌ من بعد شَتْمِي له ... أنذَلُ مِنِّي كانَ من كانا ) .
قال فقال لي لمن هذا الشعر فقلت لحماد عجرد في بشار فأنشأ يتمثل بقول الشاعر .
( ما يَضُرّ البحرَ أمسى زاخراً ... أنْ رَمَى فيه غلامٌ بحَجَرْ ) .
ثم قال يا أخي إنس هذا الشعر فنسيانه أزين بك والخرس كان أستر على قائله .
أخبرني علي بن سليمان قال حدثني هرون بن يحيى قال حدثني علي بن مهدي قال أجمع العلماء بالبصرة أنه ليس في هجاء حماد عجرد لبشار شيء جيد إلا أربعين بيتا معدودة ولبشار فيه من الهجاء أكثر من ألف بيت جيد قال وكل واحد منهما هو الذي هتك صاحبه بالزندقة وأظهرها عليه وكانا يجتمعان عليها فسقط حماد عجرد وتهتك بفضل بلاغة بشار وجودة معانيه وبقي بشار على حاله لم يسقط وعرف مذهبه في الزندقة فقتل به .
هجاه مجاشع بن مسعدة .
أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال حدثني عمي الفضل عن إسحاق الموصلي أن مجاشع بن مسعدة أخا عمرو بن مسعدة هجا حماد عجرد وهو صبي حينئذ ليرتفع بهجائه حمادا فترك حماد وشبب بأمه فقال