قال محمد بن إسحاق وحدثني يعقوب بن عيينة أنه قال ألم آتكم وأنتم لا تركبون الخيل فركبتموها قالوا بلى قال أفلا تجيبون يا معشر الأنصار قالوا لله ولرسوله علينا المن والفضل جئتنا يا رسول الله ونحن في الظلمات فأخرجنا الله بك إلى النور وجئتنا يا رسول الله ونحن على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله وجئتنا يا رسول الله ونحن أذلة قليلون فأعزنا الله بك فرضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا .
فقال أما والله لو شئتم لأجبتموني بغير هذا فقلتم جئتنا طريدا فآويناك ومخذولا فنصرناك وعائلا فأغنيناك ومكذبا فصدقناك وقبلنا منك ما رده عليك الناس لقد صدقتم .
فقال الأنصار لله ولرسوله علينا المن والفضل ثم بكوا حتى كثر بكاؤهم وبكى رسول الله وقال يا معشر الأنصار وجدتم في أنفسكم في الغنائم أن آثرت بها ناسا أتألفهم على الإسلام ليسلموا ووكلتكم إلى الإسلام أولا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل وترجعوا برسول الله إلى رحالكم والذي نفس محمد بيده لو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ولولا الهجرة لكنت آمرأ من الأنصار ثم بكى القوم ثانية حتى أخضلوا لحاهم وقالوا رضينا يا رسول الله بالله وبرسوله حظا وقسما وتفرق القوم راضين وكانوا بما قال لهم رسول الله أشد اغتباطا من المال .
وقال أبو عمرو الشيباني في هذا الخبر أعطى رسول الله جماعة من أشراف العرب عطايا يتألف بها قلوبهم وقومهم على