كدناه فتحول عن منزله وظن أنه قد كادنا قال فهلا تبعتموه قال حال الليل بيننا وبينه فكان التحرز إلى أن يقع العيان ويعلم امرؤ ما يصنع أحزم وكان الحد عندنا آثر من الفل فقال له المهلب كان أعلم بك حيث بعثك وأمر له بعشرة آلاف درهم وحمله على فرس وأوفده على عبد الملك بن مروان فأمر له بعشرة آلاف أخرى .
عبد الملك بن مروان ينشد لكعب في المهلب وولده .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني أبو عمرو بندار الكرجي قال حدثنا أبو غسان التميمي عن أبي عبيدة قال كان عبد الملك بن مروان يقول للشعراء تشبهوني مرة بالأسد ومرة بالبازي ومرة بالصقر ألا قلتم كما قال كعب الأشقري في المهلب وولده .
( بَراك الله حِينَ براكَ بَحْراً ... وفَجَّر مِنْكَ أنهاراً غِزارا ) .
( بنوك السابقون إلى المعالي ... إذا ما أعظمَ الناسُ الخِطارا ) .
( كأنَّهُمُ نجومٌ حولَ بَدْر ... دَرارِيٌّ تَكَمَّل فاسْتدَارا ) .
( ملوك ينزلون بكلِّ ثَغْرٍ ... إذا ما الهامُ يومَ الرَّوْع طارا ) .
( رِزانٌ في الأمور تَرى عليهم ... من الشَّيخ الشمائلَ والنجارا )