يا أبا فراس أشعرت أنه قد نبغ من عمان شاعر من الأزد يقال له كعب فقال الفرزدق إي والذي خلق الشعر .
أنشد الحجاج عن وقعة الأزارقة .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد وأخبرني عمي قال حدثنا الكراني قال حدثنا العمري عن العتبي واللفظ له وخبره أتم قال أوفد المهلب بن أبي صفرة كعبا الأشقري ومعه مرة بن التليد الأزدي إلى الحجاج بخبر وقعة كانت له مع الأزارقة فلما قدما عليه ودخلا داره بدر كعب بن معدان فأنشد الحجاج قوله .
( يا حَفْصَ إنيِّ عَداني عنكُم السَّفَرُ ... وقد سهِرْتُ فآذى عينيَ السِّهَرُ ) .
( عُلِّقتَ يا كعبُ بعد الشَّيب غانيةً ... والشيب فيه عن الأهواء مزدجرُ ) .
( أممسِك أنتَ منها بالّذي عهدتْ ... أم حبلُها إذ نَأَتْكَ اليومَ منبترُ ) .
( ذكرتُ خَوْداً بأعلى الطَّفِّ منزلُها ... في غُرفةٍ دونَها الأبوابُ والحجرُ ) .
( وقد تركتُ بشطِّ الزَّابيَيْنِ لها ... داراً بها يسعد البادُون والحَضَرُ ) .
( واخترتُ داراً بها قوم أُسَرُّ بِهِمْ ... ما زال فيهم لمن تَختارهم خِيَرُ ) .
( أبا سعيدٍ فإني سرتُ مُنْتَجِعاً ... وطالبُ الخَيْرِ مُرْتاد ومنتظِرُ ) .
( لولا المهلَّب ما زُرْنَا بلادَهُم ... ما دامَتِ الأرضُ فيها الماء والشجرُ )