( وإلاَّ أكن فيكمْ خطيباً فإنَّني ... بسَيْفي إذا جدَّ الوغَى لخطيبُ ) .
فبلغت كلماته خالد بن صفوان ويقال الأحنف بن قيس فقال والله ما علا ذلك المنبر أخطب منه في كلماته هذه ولو أن كلاما استخفني فأخرجني من بلادي إلى قائله استحسانا له لأخرجتني هذه الكلمات إلى قائلها وهذا الكلام بخالد بن صفوان أشبه منه بالأحنف .
هجاه حاجب الفيل لعيه في الكلام .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثني أحمد بن زهير بن حرب عن دعبل بن علي قال كان يزيد بن المهلب تقدم إلى ثابت قطنة في أن يصلي بالناس يوم الجمعة فلما صعد المنبر ولم يطق الكلام قال حاجب الفيل يهجوه .
( أبا العَلاءِ لقد لُقِّيتَ معضلةً ... يومَ العَروبة من كربٍ وتخنيق ) .
( أمّا القُران فلم تخلَق لمحكَمه ... ولم تسدَّد من الدنيا لتوفيق ) .
( لمَّا رمتْكَ عيونُ الناس هِبتَهمُ ... فكدتَ تَشرقَ لمَّا قمتَ بالرِّيق ) .
( تلوِي اللسان وقد رُمْتَ الكلام به ... كما هَوَى زَلِقٌ من شَاهقِ النِّيق ) .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني علي بن الصباح قال كان سبب هجاء حاجب بن ذبيان المازني وهو حاجب الفيل