فيه وخرج الحجاج إلى القنطرة يعني قنطرة الكوفة التي بزبارة ليعرض الجيش فعرضهم وجعل يسأل عن رجل رجل من هو فمر به ابن الزبير فسأله من هو فأخبره فقال أنت الذي تقول .
( تَخَيَّرْ فإما أن تزورَ ابنَ ضابئٍ ... عُمَيْراً وإمَّا أَنْ تزورَ المُهَلَّبَا ) .
قال بلى أنا الذي أقول .
( ألم تَرَ أنِّي قد أَخَذْتُ جَعِيلةً ... وكنتُ كمَنْ قاد الجَنيبَ فأسمَحا ) .
فقال له الحجاج ذلك خير لك فقال .
( وَأَوقَدَتِ الأعداء يا مَيَّ فاعلَمِي ... بكلِّ شَرًى ناراً فَلَمْ أَرَ مَجْمَحَا ) .
فقال له الحجاج قد كان بعض ذلك فقال .
( ولا يَعدَم الدَّاعي إلى الخير تابعاً ... ولا يَعْدَم الداعي إلى الشَّرِّ مَجْدَحَا ) .
فقال له الحجاج إن ذلك كذلك فامض إلى بعثك فمضى إلى بعثه فمات بالري .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي قال لما ولي عبد الرحمن بن أم الحكم الكوفة مدحه عبد الله بن الزبير فلم يثبه وكان قدم في هيئة رثة فلما اكتسب وأثرى بالكوفة تاه وتجبر فقال ابن الزبير فيه