لعمرو بن الزبير بن العوام فلما أقامه أخوه ليقتص منه بالغ كل ذي حقد عليه في ذلك وتدسس فيه من يتقرب إلى أخيه وكان أخوه لا يسأل من ادعى عليه شيئا بينة ولا يطالبه بحجة وإنما يقبل قوله ثم يدخله إليه السجن ليقتص منه فكانوا يضربونه والقيح ينتضح من ظهره وأكتافه على الأرض لشدة ما يمر به ثم يضرب وهو على تلك الحال ثم أمر بأن يرسل عليه الجعلان فكانت تدب عليه فتثقب لحمه وهو مقيد مغلول يستغيث فلا يغاث حتى مات على تلك الحال فدخل الموكل به على أخيه عبد الله بن الزبير وفي يده قدح لبن يريد أن يتسحر به وهو يبكي فقال له ما لك أمات عمرو قال نعم قال أبعده الله وشرب اللبن ثم قال لا تغسلوه ولا تكفنوه وادفنوه في مقابر المشركين فدفن فيها فقال ابن الزبير الأسدي يرثيه ويؤنب أخاه بفعله وكان له صديقا وخلا ونديما .
( أيا راكباً إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ ... كبيرَ بني العَوَّام إن قيل مَنْ تَعْنِي ) .
( ستعلم إن جالت بك الحربُ جولةً ... إذا فَوَّق الرامون أسهم مَن تُغْنِي ) .
( فأصبحتِ الأرحامُ حين وَليتها ... بكفَّيك أكراشاً تُجرُّ على دِمْنِ ) .
( عقدتمْ لعمرو عُقدةً وغَدرتمْ ... بأبيضَ كالمصباح في ليلة الدَّجْنِ )