خبره في مجلس غناء .
قال أبو الفرج نسخت من كتاب علي بن محمد بن نصر بخطه حدثني يعني ابن حمدون قال كنا يوما مجتمعين في منزل أبي عيسى بن المتوكل وقد عزمنا على الصبوح ومعنا جعفر بن المأمون وسليمان بن وهب وإبراهيم بن المدبر وحضرت عريب وشارية وجواريهما ونحن في أتم سرور فغنت بدعة جارية عريب .
( أعاذلتي أكثرت جَهْلاً من العذْلِ ... على غير شيءٍ من مَلامي وفي عَذْلي ) .
والصنعة لعريب وغنت عرفان .
( إذا رام قلبي هجرها حال دونه ... شفيعان مِنْ قلبي لها جَدِلان ) .
والغناء لشارية وكان أهل الظرف والمتعانون في ذلك الوقت صنفين عريبية وشارية فمال كل حزب إلى من يتعصب له منهما من الاستحسان والطرب والاقتراح وعريب وشارية ساكتتان لا تنطقان وكل واحدة من جواريهما تغني صنعة ستها لا تتجاوزها حتى غنت عرفان .
( بأبِي مَن زارني في منامي ... فدنا منِّي وفيهِ نِفار ) .
فأحسنت ما شاءت وشربنا جميعا فلما أمسكت قالت عريب لشارية يا أختي لمن هذا اللحن قالت لي كنت صنعته في حياة سيدي تعني إبراهيم بن المهدي وغنيته إياه فاستحسنه وعرضه على إسحاق وغيره فاستحسنوه فأسكتت عريب ثم قالت لأبي عيسى أحب يا بني فديتك