قال شعرا في كبش أفلت منه .
حدثني عمي قال حدثني أحمد بن الطيب قال حدثني أبو هريرة النحوي قال كان أبو الشبل البرجمي قد اشترى كبشا للأضحى فجعل يعلفه ويسمنه فأفلت يوما على قنديل له كان يسرجه بين يديه وسراج وقارورة للزيت فنطحه فكسره وانصب الزيت على ثيابه وكتبه وفراشه فلما عاين ذلك ذبح الكبش قبل الأضحى وقال يرثي سراجه .
( يا عين بكِّي لفقد مَسْرَجةٍ ... كانت عمود الضياء والنورِ ) .
( كانت إذا ما الظلام ألبسني ... من حِندِس الليل ثوب دَيْجُورِ ) .
( شقّت بنيرانها غياطِلَهُ ... شقّاً دَعَا الليلَ بالدَّياجِيرِ ) .
( صِينية الصين حين أبدعها ... مصوِّر الحسن بالتصاويرِ ) .
( وقيل ذا بدعةٌ أتيح لها ... من قِبَلِ الدَّهر قرنُ يَعْفُورِ ) .
( وصَكّها صكّةً فما لبثت ... أنْ وَرَدت عسكر المكاسيرِ ) .
( وإن تولَّت فقدْ لها تركَتْ ... ذِكراً سيبقى على الأعاصيرِ ) .
( مَن ذا رأيتَ الزمانَ يأسره ... فلم يَشُب يُسرَه بتعسيرِ ) .
( ومن أباح الزمانُ صفوتَه ... فلم يشب صفوه بتكديرِ ) .
( مسْرجتي لو فديت ما بَخِلَتْ ... عنَك يدُ الجود بالدنانيرِ ) .
( ليس لنا فيكِ ما نقدِّره ... لكنما الأمر بالمقاديرِ )