( فإنَّني بالسواد مبتهِجٌ ... وكنتُ بالبيض غيرَ مبتهِجِ .
حدثني عمي قال حدثني أحمد بن الطيب قال حدثني أبو هريرة البصري النحوي الضرير قال كان أبو الشبل الشاعر البرجمي يعابث قينة لهاشم النحوي يقال لها خنساء وكانت تقول الشعر فعبث بها يوما فأفرط حتى أغضبها فقالت له ليت شعري بأي شيء تدل أنا والله أشعر منك لئن شئت لأهجونك حتى أفضحك فأقبل عليها وقال .
( حسناءُ قد أَفرطتْ علينا ... فليس منها لنا مجيرُ ) .
( تاهت بأشعارها علينا ... كأنَّما ناكَها جريرُ ) .
قال فخجلت حتى بان ذلك عليها وأمسكت عن جوابه .
شعره في ذم المطر .
قال عمي قال أحمد بن الطيب حدثني أبو هريرة هذا قال حدثني أبو الشبل أنها وعدته أن تزوره في يوم بعينه كان مولاها غائبا فيه فلما حضر ذلك اليوم جاء مطر منعها من الوفاء بالموعد قال فقلت أذم المطر .
( دع المواعيدَ لا تَعرِضْ لِوِجهتها ... إن المواعيد مقرونٌ بها المطرُ ) .
( إنَّ المواعيد والأعيادَ قد مُنِيَتْ ... منه بأنكدِ ما يُمْنَى به بَشَرُ ) .
( أمّا الثياب فلا يغررْك إن غسِلتْ ... صحوٌ شديد ولا شمس ولا قمرُ ) .
( وفي الشخوص له نوءٌ وبارقةٌ ... وإن تبيّت فذاك الفالجُ الذكر ) .
( وإن هممتَ بأن تدعو مغنِّيةً ... فالغيث لا شكّ مقرونٌ به السَّحَرُ )