فاستحسنها الرشيد وقال له من أنت قال أنا علي بن الخليل الذي يقال فيه إنه زنديق فضحك وقال له أنت آمن وأمر له بخمسة آلاف درهم وخص به بعد ذلك وأكثر مدحه .
مدحه الرشيد حين أطلقه من السجن .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال كان الرشيد قد أخذ صالح بن عبد القدوس وعلي بن الخليل في الزندقة وكان علي بن الخليل استأذن أبا نواس في الشعر فأنشده علي بن الخليل .
( يا خير من وخدَتْ بأَرْحُلِهِ ... نُجُبٌ تخُبُّ بِمَهْمَهٍ جَلْسِ ) .
( تَطوِي السباسِبَ في أزمَّتها ... طَيَّ التِّجار عمائمَ البُرْسِ ) .
( لما رأتك الشمسُ إذ طلعتْ ... كسفتْ بوجهك طلعةُ الشمس ) .
( خير البرية أنت كلِّهِمُ ... في يومك الغادي وفي أمسِ ) .
( وكذاك لن تنفكَّ خيرَهُمُ ... تُمسي وتُصبح فوق ما تُمسي ) .
( لله ما هرون من مَلِك ... بَرِّ السريرة طاهرِ النَّفس ) .
( ملك عليه لربِّه نِعَمٌ ... تزداد جِدَّتُها على اللُّبسِ ) .
( تحكي خلافتُه ببهجتها ... أنَقَ السرور صبيحةَ العُرْس ) .
( من عِترةٍ طابت أَرومَتُهُمْ ... أهلِ العفاف ومنتهى القُدْسِ )