( أَبَى الله أن يَهْدِي نُمَيْرَاً لِرُشْدِها ... ولا يَرْشُدُ الإنسانُ إلاَّ بِمُرْشِدِ ) .
هجاؤه عامل الأهواز .
حدثني الحسن بن علي قال حدثني محمد بن القاسم ورجل من ولد البختكان من الأهوازيين أن محمد بن حامد ولي بعض كور الأهواز في أيام المأمون وأن محمد بن حازم الباهلي قدم عليه زائرا ومدحه فوصله وأحسن إليه وكتب له إلى تستر بحنطة وشعير فمضى بكتابه وأخذ ما كتب له به وتزوج هناك امرأة من الدهاقين فزرع الحنطة والشعير في ضيعتها وولى محمد بن حامد رجلا من أهل الكوفة الخراج بتستر فوكل بغلة محمد بن حازم وطالبه بالخراج فأداه فقال يهجوه .
( زَرَعنا فلمَّا سلَّم الله زَرْعَنا ... وأوفى عليه مِنْجَلٌ بِحَصَادِ ) .
( بُلِينَا بِكُوفِيٍّ حَليفِ مجاعَةٍ ... أَضَرَّ علينا من دَباً وجَرادِ ) .
( أتى مُسْتَعِدَّاً ما يُكَذِّبُ دونه ... ولَجَّ بإرغَامٍ له وبِعَادِ ) .
( فَطَوْراً بإلحاحٍ عليَّ وغِلْظَةٍ ... وطوراً بِخَبْطٍ دائم وفسادِ ) .
( ولولا أبو العبَّاس أعني ابنَ حامِدٍ ... لَرَحَّلْتُهُ عن تُسْتَرٍ بِسَوَادِ ) .
( فَكُفُّوا الأذى عن جارِكم وتَعَلَّمُوا ... بِأَنِّي لكم في العالمين مُنَادِي ) .
فبعث محمد بن حامد إلى عامله فصرفه عن الناحية وقال له عرضتني لما أكره واحتمل خراج محمد بن حازم