( أدركتِ ما منَّيتُ نفسِيَ خالياً ... للهِ درُّكِ يا بنة النعمانِ ) .
( فلقد رَدَدْتِ على المغيرة ذِهْنَهُ ... إنّ الملوكَ نَقِيَّةُ الأَذهانِ ) وفي رواية أخرى .
( إنَّ الملوكَ بَطِيَّةُ الإِذعانِ ... ) .
( يا هندُ حسبُكِ قد صَدَقتِ فأمسِكِي ... فالصِّدقُ خيرُ مَقَالَةِ الإِنسانِ ) .
وقد روى عن ابن الكلبي غير علي بن الصباح في هند أنها كانت تهوى زرقاء اليمامة وأنها أول امرأة أحبت امرأة في العرب فإن الزرقاء كانت ترى الجيش من مسيرة ثلاثين ميلا فغزا قوم من العرب اليمامة فلما قربوا من مسافة نظرها قالوا كيف لكم بالوصول مع الزرقاء فاجتمع رأيهم على أن يقتلعوا شجرا تستر كل شجرة منها الفارس إذا حملها فقطع كل واحد منهم بمقدار طاقته وساروا بها فأشرفت كما كانت تفعل فقال لها قومها ما ترين يا زرقاء وذلك في آخر النهار قالت أرى شجرا يسير فقالوا كذبت أو كذبتك عينك واستهانوا بقولها فلما أصبحوا صبحهم القوم فاكتسحوا أموالهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأخذوا الزرقاء فقلعوا عينها فوجدوا فيها عروقا سوداء فسئلت عنها فقالت إني كنت أديم الإكتحال بالإثمد فلعل هذا منه وماتت بعد ذلك بأيام وبلغ هندا خبرها فترهبت ولبست المسوح وبنت ديرا يعرف بدير هند إلى الآن فأقامت فيه حتى ماتت .
وروى ابن حبيب عن ابن الأعرابي أن النعمان لما حبس عديا أكرهه في أمرها على طلاقها ولم يزل به حتى طلقها .
قال ابن حبيب وذكر عدي بن زيد صهره هذا للنعمان في قصائده وكان زوج أخته هكذا العلماء من أهل الحيرة .
وقالت رواة العرب إنه كان زوج ابنته هند فمن ذلك قوله في قصيدته التي أوله .
( أبصَرَتْ عينِي عِشَاءً ضَوءَ نَارِ ... ) فقال فيها .
( أَجْلَ نُعمَى رَبَّهَا أَولُكُمْ ... ودُنُوِّي كان منكم واصْطِهَارِي ) .
( نحن كنَّا قد علِمتُم قبلها ... عَمَدَ البيتِ وأوتادَ الإِصَارِ ) .
سبب تنصر النعمان .
أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا إبراهيم بن فهد قال حدثنا خليفة ابن خياط شباب العصفري قال حدثنا هشام بن محمد قال حدثني يحيى بن أيوب البجلي قال حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي قال سمعت جدي جرير بن عبد الله يقول وأخبرني به عمي قال حدثنا أحمد بن عبيد الله قال أخبرنا محمد بن يزيد بن زياد الكلبي أبو عبد الله قال حدثني معروف بن خربوذ عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة بن عمرو قال سمعت جدي جرير بن عبد الله ولفظ هذا الخبر لأحمد بن عبيد الله وروايته أتم قال .
كان سبب تنصر النعمان وكان يعبد الأوثان قبل ذلك وقال أحمد بن عبيد الله في خبره النعمان بن المنذر الأكبر أنه كان قد خرج يتنزه بظهر الحيرة ومعه عدي بن زيد فمر على المقابر من ظهر الحيرة ونهرها فقال له عدي بن زيد أبيت اللعن أتدري ما تقول هذه المقابر قال لا وقال أحمد بن عبيد الله في خبره فقال له تقول