( فطافَ الناسُ بالحَسَنِ بن سَهْلٍ ... طَوَافَهُمُ بِزَمْزَمَ والحَطِيمِ ) .
( وقالوا سَيِّدٌ يُعْطِي جزيلاً ... ويَكْشِفُ كُرْبَةَ الرجلِ الكظيمِ ) .
( فقلتُ مضى بِذَمِّ القومِ شِعْري ... وقد يُؤْتَى البَرِيءُ مِنَ السَّقيمِ ) .
( وما خَبَرٌ تُرَجِّمُهُ ظُنُونِي ... بأشْفَى من مُعايَنةِ الحَليمِ ) .
( فجئتُ وللأمورِ مُبَشِّراتٌ ... ولن يخفَى الأَغْرٌّ من البَهِيمِ ) .
( فَإِنْ يَكُ ما تَنَشَّر عنه حَقّاً ... رجعت بأُهْبَةِ الرجلِ المُقِيمِ ) .
( وإنْ يكُ غيرُ ذاكَ حَمِدتُ رَبِّي ... وزال الشكُّ عن رجلٍ حكيم ) .
( وما الآمال تَعْطِفُنِي عليه ... ولكنَّ الكريمَ أخو الكريمِ ) .
قال فلما أنشدته هذا الشعر قال لي بمثل هذا الشعر تلقى الأمير والله لو كان نظيرك لما جاز أن تخاطبه بمثل هذا فقلت صدقت فكذلك قلت إنني لم أمدحه بعد ولكنني سأمدحه مدحا يشبه مثله قال فافعل وأنزلني عنده ودخل إلى الحسن فأخبره بخبري وعجبه من جودة البيت الأخير فأعجبه فأمر بإدخالي إليه بغير مدح فأدخلت إليه فأمرني أن أنشد هذا الشعر فاستعفيته فلم يعفني وقال قد قنعنا منك بهذا القدر إذ لم تدخلنا في جملة من ذممت وأرضيناك بالمكافأة الجميلة فأنشدته إياه فضحك وقال ويحك مالك وللناس تعمهم بالهجاء حسبك الآن من هذا النمط وأبق عليهم فقلت وقد وهبتهم للأمير قال قد قبلت وأنا أطالبك بالوفاء مطالبة من أهديت إليه هدية فقبلها وأثاب عليها ثم وصلني فأجزل وكساني فقلت في ذلك وأنشدته ( وهبتُ القومَ للحَسَن بن سَهْلٍ ... فَعَوَّضَنِي الجزيلَ من الثَّوابِ )