( إذا دراتْ حُمَيَّاها تَعَلَّتْ ... طَوَالِعُ تُسْفِهُ الرَّجُلَ الحليما ) .
أخبرني محمد بن مزيد عن حماد بن إسحاق عن أبيه عن عاصم بن الحدثان قال قال الزبرقان إن تاجرا ديافيا مر بحمل خمر على قيس بن عاصم فنزل به فقال قيس اصبحني قدحا ففعل ثم قال له زدني فقال له أنا رجل تاجر طالب ربح وخير ولا أستطيع أن أسقيك بغير ثمن فقام إليه قيس فربطه إلى دوحة في داره حتى أصبح فكلمته أخته في أمره فلطمها وخمش وجهها وزعموا أنه ارادها على نفسها وجعل يقول .
( وتاجرٍ فاجرٍ جاء الإلهُ به ... كَأَنَّ لِحْيَتَه أذنابُ أجمالِ ) .
فلما أصبح قال من فعل هذا بضيفي قالت له أخته الذي صنع هذا بوجهي أنت والله صنعته وأخبرته بما فعل فأعطى الله عهداً ألا يشرب الخمر أبدا فهو أول عربي حرمها على نفسه في الجاهلية وهو الذي يقول .
( فواللهِ لا أحسو يَدَ الدَّهْرِ خمرةً ... ولا شَرْبةً تُزْرِي بِذِي اللُّبِّ والفخرِ ) .
( فكيف أذوق الخمر والخمرُ لم تَزَلْ ... بصاحبِها حتى تَكَسَّعَ في الغَدْرِ ) .
( وصارتْ به الأمثالُ تُضْرَبُ بَعْدَما ... يكونُ عميدَ القومِ في السِّرِّ والجَهْرِ )