وهو شاعر مجيد يذهب مذهب أبي تمام والشاميين في شعره من شعراء الدولة العباسية وكان من ساكني حمص ولم يبرح نواحي الشام ولا وفد إلى العراق ولا إلى غيره منتجعا بشعره ولا متصديا لأحد وكان يتشيع تشيعا حسنا وله مراثِ كثيرة في الحسين بن علي عليهما السلام منها قوله .
( يا عينُ لا لِلقَضَا ولا الكُتُبِ ... بُكَا الرَّزَايَا سِوَى بُكَا الطَّرَب ) .
وهي مشهورة عند الخاص والعام ويناح بها وله عدة أشعار في هذا المعنى وكانت له جارية يهواها فاتهمها بغلام له فقتلها واستنفد شعره بعد ذلك في مراثيها .
هجاؤه ابن عمه .
قال أبو الفرج ونسخت خبره في ذلك من كتاب محمد بن طاهر أخبره بما فيه ابن أخ لديك الجن يقال له أبو وهب الحمصي قال كان عمي خليعا ماجنا معتكفا على القصف واللهو متلافا لما ورث عن آبائه واكتسب بشعره من أحمد وجعفر ابني علي الهاشميين وكان له ابن عم يكنى أبا الطيب يعظه وينهاه عما يفعله ويحول بينه وبين ما يؤثره ويركبه من لذاته وربما هجم عليه وعنده قوم من السفهاء والمجان وأهل الخلاعة فيستخف بهم وبه فلما كثر ذلك على عبد السلام قال فيه