كان لمحمد بن يسير البصري بابان يدخل من أحدهما وهو الأكبر ويدخل إليه إخوانه من الباب الآخر وهو الأصغر ومن يستشرط من المرد فجاء يوما غلام قد خرجت لحيته كانت عادته أن يدخل من الباب الأصغر فمر من ذلك الباب فجعل يخاصم لدالته وبلغ ابن يسير فكتب إليه .
( قُلْ لِمَنْ رامَ بجَهْلٍ ... مَدْخَلَ الظَّبي الغريرِ ) .
( بعد أن عَلَّق في خَدَّيه ... مِخلاةَ الشَّعيرِ ) .
( ليتَه يدخل إنْ جاء ... من الباب الكبيرِ ) .
وأخبرني عمي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثني القاسم بن الحسن مولى جعفر بن سليمان قال كنا في مجلس ومعنا محمد بن يسير وعمرو القصافي وعندنا مغنية حسنة الوجه شهلة تغني غناء حسنا فكنا معها في أحسن يوم وكان القصافي يعين في كل شيء يستحسنه ويحبه فما برحنا من المجلس حتى عانها فانصرفت محمومة شاكية العين فقال ابن يسير .
( إنّ عمراً جَنَى بعينيه ذنباً ... قَلَّ منِّي فيه عليه الدُّعاءُ ) .
( عانَ عَيْناء فعينُه للتي عان ... فِدًى وقَلَّ منه الفِداءُ ) .
( شرُّ عينٍ تَعِينُ أحسنَ عينٍ ... تَحمِلُ الأرضُ أو تُظِلُّ السماءُ )