دخلت على عدي .
وهو حي وجئت اليوم فجحدني السجان وبهتني وذكر أنه قد مات منذ أيام .
فقال له النعمان أيبعث بك الملك إلي فتدخل إليه قبلي كذبت ولكنك أردت الرشوة والخبث فتهدده ثم زاده جائزة وأكرمه وتوثق منه ألا يخبر كسرى إلا أنه قد مات قبل أن يقدم عليه .
فرجع الرسول إلى كسرى وقال إني وجدت عديا قد مات قبل أن أدخل عليه .
وندم النعمان على قتل عدي وعرف أنه احتيل عليه في أمره واجترأ أعداؤه عليه وهابهم هيبة شديدة .
ثم إنه خرج إلى صيده ذات يوم فلقي ابنا لعدي يقال له زيد فلما رآه عرف شبهه فقال له من أنت فقال أنا زيد بن عدي بن زيد فكلمه فإذا غلام ظريف ففرح به فرحا شديدا وقربه وأعطاه ووصله واعتذر إليه من أمر أبيه وجهزه ثم كتب إلى كسرى إن عديا كان ممن أعين به الملك في نصحه ولبه فأصابه ما لابد منه وانقطعت مدته وانقضى أجله ولم يصب به أحد أشد من مصيبتي وأما الملك فلم يكن ليفقد رجلا إلا جعل الله له منه خلفا لما عظم الله من ملكه وشأنه وقد بلغ ابن له ليس بدونه رأيته يصلح لخدمة الملك فسرحته إليه فإن رأى الملك أن يجعله مكان أبيه فليفعل وليصرف عمه عن ذلك إلى عمل آخر .
وكان هو الذي يلي المكاتبة عن الملك إلى ملوك العرب في أمورها وفي خواص أمور الملك .
وكانت له من العرب وظيفة موظفة في كل سنة مهران أشقران يجعلان له هلاما والكمأة الرطبة في حينها واليابسة والأقط والإدم وسائر تجارات