( غرَسَ اللَّه له في ... كبدي أحلَى غِراس ) .
( فإذا ما الكاسُ دارتْ ... واحتساها مَن أُحاسِي ) .
( كان ذِكرانا مُطيعاً ... عندها رَيحانَ كاسي ) - مجزوء الرمل - .
حدثنا عيسى بن الحسين عن حماد عن أبيه قال دعا مطيع بن إياس صديقا له من أهل بغداد إلى بستان له بالكرخ يقال له بستان صباح فأقام معه ثلاثة أيام في فتيان من أهل الكرخ مرد وشبان ومغنين ومغنيات فكتب مطيع إلى يحيى بن زياد الحارثي يخبره بأمره ويتشوقه قال .
( كم ليلةٍ بالكَرْخ قد بِتُّها ... جَذْلانَ في بستانِ صَبَّاح ) .
( في مجلسٍ تنفَحُ أرواحُه ... يا طِيْبَها من ريح أرْواحِ ) .
( يُدِير كأساً فإذا ما دَنَتْ ... حُفَّتْ بأكوابٍ وأقداح ) .
( في فِتيةٍ بيْضٍ بهاليلَ ما ... إنْ لَهُمُ في الناس مِنْ لاحِ ) .
( لم يَهْنِني ذاك لِفَقْدِ إمرىءٍ ... أَبْيَضَ مثلِ البدر وضّاحِ ) .
( كأنما يُشرق من وجهه ... إذا بدا لِي ضوءُ مِصْباحِ ) - سريع - .
قال فلما قرأ يحيى هذه الأبيات قام من وقته فركب إليهم وحمل إليهم ما يصلحهم من طعام وشراب وفاكهة فأقاموا فيه أيام على قصفهم حتى ملوا ثم انصرفوا .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه عن محمد بن الفضل قال قال مطيع بن إياس جلست أنا ويحيى بن زياد إلى فتى من أهل الكوفة كان ينسب إلى الصبوة ويكتم ذاك ففاوضناه وأخذنا في أشعار العرب ووصفها البيد وما أشبه ذلك فقال