( وإذا ما أعاذ ربي بلاداً ... من خرابٍ كبعضِ ما قد أعاذا ) .
( خرِبتْ عاجلاً ولا أُمْهِلَتْ يوماً ... ولا كان أهلُها كَلْواذى ) - خفيف - .
أخبرني محمد بن جعفر النحوي قال حدثنا طلحة بن عبد الله أبو إسحاق الطلحي قال حدثني عافية بن شبيب بن خاقان التميمي أبو معمر قال كان لمطيع بن إياس معامل من تجار الكوفة فطالت صحبته إياه وعشرته له حتى شرب النبيذ وعاشر تلك الطبقة وأفسدوا دينه فكان إذا شرب يعمل كما يعملون وقال كما يقولون وإذا صحا تهيب ذلك وخافه فمر يوما بمطيع بن إياس وهو جالس على باب داره فقال له من أين أقبلت قال شيعت صديقا لي حج ورجعت كما ترى ميتا من ألم الحر والجوع والعطش فدعا مطيع بغلامه وقال له أي شيء عندك فقال له عندي من الفاكهة كذا ومن البوارد والحار كذا ومن الأشربة والثلج والرياحين كذا وقد رش الخيش وفرغ من الطعام فقال له كيف ترى هذا فقال هذا والله العيش وشبه الجنة قال أنت الشريك فيه على شريطة إن وفيت بها وإلا انصرفت قال وما هي قال تشتم الملائكة وتنزل فنفر التاجر وقال قبح الله عشرتكم قد فضحتموني وهتكتموني ومضى فلم يبعد حتى لقيه حماد عجرد فقال له مالي أراك نافرا جزعا فحدثه حديثه فقال أساء مطيع قبحه الله وأخطأ وعندي والله ضعف ما وصف لك فهل لك فيه فقال أجل بي والله إليه أعظم فاقة قال أنت الشريك فيه على أن تشتم الأنبياء فإنهم تعبدونا بكل أمر معنت متعب ولا ذنب للملائكة فنشتمهم فنفر التاجر وقال أنت أيضا فقبحك الله لا أدخل ومضى فاجتاز بيحيى بن زياد الحارثي فقال له ما لي أراك يا أبا فلان مرتاعا فحدثه