( أصبَحْتُ جَمَّ بلابلِ الصَّدرِ ... عَصْراً أكاتمُه إلى عَصْر ) - كامل - .
فقلت في نفسي هذا يعمل شعرا في فن من الفنون فأضاف إليه بيتا ثانيا وهو قوله .
( إن بُحْتُ طُلَّ دمي وإن تُرِكَتْ ... وَقَدَتْ عليَّ توقُّدَ الجمْرِ ) .
فقلت في نفسي ظفرت بمطيع فتنحنحت فقال لي أما ترى هذا المطر وطيبه اقعد بنا حتى نشرب أقداحا فاغتنمت ذلك فلما شربنا أقداحا قلت له زعمت أنك زنديق قال وما الذي صحح عندك أني زنديق قلت قولك إن بحت طل دمي وأنشدته البيتين فقال لي كيف حفظت البيتين ولم تحفظ الثالث فقلت والله ما سمعت منك ثالثا فقال بلى قد قلت ثالثا قلت فما هو قال .
( ممَّا جنَاه علَى أبي حسنٍ ... عُمَرٌ وصاحبُه أبو بكرِ ) .
وحدثني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني إبراهيم بن المدبر قال حدثني محمد بن عمر الجرجاني قال جاء مطيع بن إياس إلى إخوان له وكانوا على شراب فدخل الغلام يستأذن له فلما سمع صاحب البيت بذكره خرج مبادرا فسمعه يقول .
( أَمْسَيْتُ جمَّ بلابلِ الصَدْرِ ... دَهْراً أزجِّيه إلى دَهْرِ ) .
( إن فُهْتُ طُلَّ دمي وإن كُتِمَتْ ... وقَدَتْ عليَّ توقُّدَ الجمرِ ) .
فلما أحس مطيع بأن صاحب البيت قد فتح له استدرك البيتين بثالث فقال