كان أبو دهمان صديقا لمطيع وكان يظهر للناس تألها ومروءة وسمتا حسنا وكان ربما دعا مطيعا ليلة من الليالي أن يصير إليه ثم قطعه عنه شغل فاشتغل وجاء مطيع فلم يجده فلما كان من الغد جلس مطيع مع أصحابه فأنشدهم فيه .
( ويلِيَ ممَّنْ جفاني ... وحُبُّه قد براني ) .
( وطَيْفُه يلقاني ... وشخصُة غير دان ) .
( أغَرُّ كالبدرِ يعْشَى ... بحسنه العينان ) .
( جارَيَّ لا تَعْذِلاني ... في حبِّه ودعاني ) .
( فربَّ يومٍ قصيرٍ ... في جَوْسق وجِنان ) .
( بالراح فيه يُحَيَّا ... والقصفِ والريحان ) .
( وعندنا قَيْنَتَانِ ... وَجْهاهما حَسَنانِ ) .
( عُوداهُما غَرِدان ... كأنَّهما ينطقانِ ) .
( وعندَنا صاحبانِ ... للدَّهر لا يَخضَعان ) .
( فكنت أوّل خامٍ ... وأوّلَ السَّرَعانِ ) .
( في فتيةٍ غيِر مِيلٍ ... عند اختلافِ الطِّعان ) .
( من كلِّ خوفٍ مُخيفٍ ... في السرِّ والإعلانِ ) .
( حَمّالِ كلِّ عظيم ... تضيق عنه اليدانِ ) .
( وإنْ ألحَّ زمانٌ ... لم يَسْتَكِنْ للزمانِ ) .
( فزالَ ذاك جميعاً ... وكلُّ شيء فان )