المؤمنين من أن تظن بي هذا والله ما يسمع مني إلا ما إذا وعاه جمله وزينه ونبله فقال ما أرى ذلك ولا يسمع منك إلا ما يضره ويغره فلما رأى مطيع إلحاحه في أمره قال له أتؤمنني يا أمير المؤمنين عن غضبك حتى أصدقك قال أنت آمن قال وأي مستصلح فيه وأي نهاية لم يبلغها في الفساد والضلال قال ويلك بأي شيء قال يزعم أنه ليعشق امرأة من الجن وهو مجتهد في خطبتها وجمع أصحاب العزائم عليها وهم يغرونه ويعدونه بها ويمنونه فوالله ما فيه فضل لغير ذلك من جد ولا هزل ولا كفر ولا إيمان فقال له المنصور ويلك أتدري ما تقول قال الحق والله أقول فسل عن ذلك فقال له عد إلى صحبته واجتهد أن تزيله عن هذا الأمر ولا تعلمه أني علمت بذلك حتى أجتهد في إزالته عنه .
إصابة جعفر بن المنصور بالصرع .
أخبرني عمي قال حدثني الكراني عن ابن عائشة قال كان مطيع بن إياس منقطعا إلى جعفر بن أبي جعفر المنصور فدخل أبوه المنصور عليه يوما فقال لمطيع قد أفسدت ابني يا مطيع فقال له مطيع إنما نحن رعيتك فإذا أمرتنا بشيء فعلنا .
قال وخرج جعفر من دار حرمه فقال لأبيه ما حملك على أن دخلت داري بغير إذن فقال له أبو جعفر لعن الله من أشبهك ولعنك فقال والله لأنا أشبه بك منك بأبيك قال وكان خليعا فقال أريد أن أتزوج امرأة من الجن فأصابه لمم فكان يصرع بين يدي أبيه والربيع واقف فيقول له يا ربيع هذه قدرة الله .
وقال المدائني في خبره الذي ذكرته عن عيسى بن الحسين عن أحمد بن الحارث عنه فأصاب جعفرا من كثرة ولعه بالمرأة التي ذكر أنه يتعشقها من