محمد بن حبيب قال سألت رجلا من أهل الكوفة كان يصحب مطيع بن إياس عنه فقال لا ترد أن تسألني عنه قلت ولم ذاك قال وما سؤالك إياي عن رجل كان إذا حضر ملكك وإذا غاب عنك شاقك وإذا عرفت بصحبته فضحك .
أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني عبد الله بن عمرو قال حدثني أبو توبة صالح بن محمد عن محمد بن جبير عن عبد الله بن العباس الربيعي قال حدثني إبراهيم بن المهدي قال قال لي جعفر بن يحيى ذكر حكم الوادي أنه غنى الوليد بن يزيد ذات ليلة وهو غلام حديث السن فقال .
( إكليلُها ألوانُ ... ووجْهُها فَتّانُ ) .
( وخالهُها فريدٌ ... ليس لها جِيرانُ ) .
( إذا مشَتْ تثنَّتْ ... كأنّها ثعْبانُ ) - مجزوء الرجز - .
فطرب حتى زحف عن مجلسه إلي وقال أعد فديتك بحياتي فأعدته حتى صحل صوتي فقال لي ويحك من يقول هذا فقلت عبد لك يا أمير المؤمنين أرضاه لخدمتك فقال ومن هو فديتك فقلت مطيع بن إياس الكناني فقال وأين محله قلت الكوفة فأمر أن يحمل إليه على البريد فحمل إليه فما أشعر يوما إلا برسوله قد جاءني فدخلت إليه ومطيع بن إياس واقف بين يديه وفي يد الوليد طاس من ذهب يشرب به فقال له غن هذا الصوت يا وادي فغنيته إياه فشرب عليه ثم قال لمطيع من يقول هذا الشعر قال عبدك أنا يا أمير المؤمنين فقال له ادن مني فدنا