( ألا أبلِغْ معاويةَ بنَ حربٍ ... مُغَلغَلةً من الرجُل الهِجانِ ) .
قال لا أيها الأمير ما هكذا قلت ولكني قلت .
( ألا من مُبْلغٌ عني زِياداً ... مُغَلغَلةً من الرّجُلِ الهجان ) .
( مِن ابن القَرْم قَرْم بني قُصَيِّ ... أبي العاصي بنِ آمنةَ الحَصانِ ) .
( حلفْتُ بربِّ مكّةَ والمصلَّى ... وبالتَّوراة أحلفُ والقُرانِ ) .
( لأنت زيادةٌ في آل حرب ... أحبُّ إليَّ من وُسْطَى بنانِي ) .
( سُرِرْتُ بقُربه وفرِحْتُ لمّا ... أتاني اللَّه منهُ بِالبيانِ ) .
( وقلتُ له أخو ثقةٍ وعمٌّ ... بعون اللَّه في هذا الزمانِ ) .
( كذاك أراكَ والأهواءُ شتَّى ... فما أدري بغَيْبٍ ما ترانِي ) - وافر - .
فرضي عنه زياد وكتب له بذلك إلى معاوية فلما دخل عليه بالكتاب قال أنشدني ما قلت لزياد فأنشده فتبسم ثم قال قبح الله زيادا ما أجهله والله لما قلت له أخيرا حيث تقول .
( لأَنْتَ زيادةٌ في آل حرب ... ) .
شر من القول الأول ولكنك خدعته فجازت خديعتك عليه .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال استعمل معاوية بن أبي سفيان الحارث بن الحكم بن أبي العاصي على غزاة البحر فنكص واستعفى فوجه مكانه ابن أخيه عبد الملك بن مروان فمضى وأبلى وحسن بلاؤه فقال عبد الرحمن بن الحكم لأخيه الحارث .
( شَنِئتُك إذ رأيتك حَوْتَكِيّا ... قريبَ الخُصْيَتَيْن من الترابِ )