حدثني جعفر بن قدامة قال حدثني أبو العيناء قال كان لعبد الصمد بن المعذل صديق يعاشره ويأنس به فتزوج إليه أمير البصرة وكان ولد سليمان بن علي فنبل الرجل وعلا قدره وولاه المتزوج إليه عملا فكتب إليه عبد الصمد .
( أَحُلْتَ عمّا عهدْتُ من دأبكْ ... أم نلْتَ مُلْكاً فَتِهْتَ في كُتبِكْ ) .
( أم هل ترى أنَّ في مناصفة الإخْوانِ ... نَقْصاً عليك في حَسَبِكْ ) .
( أم كان ما كان منك عن غضبٍ ... فأيُّ شيء أدناك من غَضَبِك ) .
( إنَّ جفاءً كتابَ ذي ثقة ... يكون في صدره وأمتعَ بك ) .
( كيفَ بإنصافنا لديكَ وقد ... شاركْتَ آلَ النبيِّ في نسبِك ) .
( قلْ للوفاء الذي تقدِّرهُ ... نفسك عندي مَلِلت من طلبك ) .
( أتْعبْتَ كفَّيْكَ في مواصلتي ... حسبُك ماذا كفيت من تعبك ) - منسرح - .
فأجابه صديقه .
( كيف يَحُول الإِخاء يا أملي ... وكلُّ خيرٍ أنال من نسبِكْ ) .
( إن يَكُ جهلٌ أتاك مِن قِبَلِي ... فامنُنْ بفضلٍ عليَّ من أدبك ) .
( أنكرْتَ شيئاً فلسْتُ فاعِلهُ ... ولا تراه يَخُطُّ في كتبك ) - منسرح - .
حدثني الأخفش قال حدثنا المبرد قال كان لعبد الصمد بن المعذل صديق كثير الكذب كان معروفا بذلك فوعده وعدا فأخلفه ومطله به مطلا طويلا فقال عبد الصمد .
( لي صاحبٌ في حديثه البركَهْ ... يزيدُ عند السُّكون والحركَهْ ) .
( لو قال لا في قليلِ أحرُفِها ... لردَّها بالحُروف مشتبِكهْ ) - منسرح