( يُجرِّد فينا السيفَ من بين مارقٍ ... وعانٍ بُجُودٌ كلهمْ متحاملُ ) .
قالوا فلما سمع الجلساء هذا البيت قالوا ذهب الأعرابي وافتضح فلما قلت .
( وقد علم العُدْوان والجَوْرُ والخَنَا ... بأنّك عيّافٌ لهنّ مُزايِلُ ) .
( ولو علِموا فينا بأمرك لم يكن ... يَنال برِيًّا بالأذى متناولُ ) .
( لنا منكَ أرحامٌ ونعتدُّ طاعةً ... وبأساً إذا اصطكَّ القنا والقنابلُ ) .
( وما يَحفظ الأَنسابَ مثلَك حافظٌ ... ولا يصِلُ الأرحامَ مثلك واصلُ ) .
( جعلناك فامنعنا مَعَاذاً ومَفْزَعاً ... لنا حين عَضَّتْنا الخطوبُ الجلائِل ) .
( وأنت إذا عاذت بوجهك عُوَّذٌ ... تَطامنَ خوفٌ واستقرّت بَلابِلُ ) - طويل - .
فقال الجلساء أحسن والله الأعرابي يا أمير المؤمنين فقال الرشيد يرفع السيف عن ربيعة ويحسن إليهم .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني علي ابن الحسن بن عبيد البكري قال أخبرني أبو خالد الطائي عن الفضل قال كنا عند الرشيد وعنده الكسائي فدخل إليه منصور النمري فقال له الرشيد أنشدني فأنشده قوله .
( ما تنقضي حَسرةٌ مني ولا جَزَعُ ... إذا ذَكَرْتُ شباباً ليس يُرتَجَعُ ) .
فتحرك الرشيد ثم أنشده حتى انتهى إلى قوله