جعل في كل شيء زكاة وجعل زكاة المال رفد المستعين وزكاة الجاه إغاثة الملهوف واعلم أن الله D مقبل عليك بالزيادة إن شكرت أو التغيير إن كفرت وإني لك اليوم أصلح منك لنفسك لأني أدعوك إلى ازدياد نعمتك وأنت تأبى فقال له يحيى أفعل وكرامة وخرج الإذن ليحيى فلما دخل لم يبدأ بشيء بعد السلام إلا أن استأذن المأمون للعتابي فأذن له .
أخبرني الحسن قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثني أبو الشبل قال .
قال العتابي لرجل اعتذر إليه إني إن لم أقبل عذرك لكنت ألأم منك وقد قبلت عذرك فدم على لوم نفسك في جنايتك نزد في قبول عذرك والتجافي عن هفوتك .
قال وقيل له لو تزوجت فقال إني وجدت مكابدة العفة أيسر علي من الاحتيال لمصلحة العيال .
تقدير المأمون له وكثرة حساده .
أخبرني الحسن قال حدثنا ابن مهرويه قال قال جعفر بن المفضل قال لي أبي رأيت العتابي جالسا بين يدي المأمون وقد أسن فلما أراد القيام قام المأمون فأخذ بيده واعتمد الشيخ على المأمون فما زال ينهضه رويدا رويدا حتى أقله فنهض فعجبت من ذلك وقلت لبعض الخدم ما أسوأ أدب هذا الشيخ فمن هو قال العتابي .
أخبرني الحسن قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثني محمد بن الأشعث قال قال دعبل ما حسدت أحدا قط على شعر كما حسدت العتابي على قوله .
( هَيْبةُ الإِخوانِ قاطِعةٌ ... لأخي الحاجاتِ عن طَلبِهْ )