( أخِضْنِي المُقَام الغَمْر إن كان غرّني ... سنا خُلّبٍ أو زَلّتِ القَدَمان ) .
( أتتركُني جَدْبَ المعيشةِ مُقْتِراً ... وكفّاك من ماء النّدَى تَكِفان ) .
( وتجعلُنِي سَهْمَ المَطامع بعد ما ... بَلَلْتَ يمينِي بالنّدَى ولساني ) - طويل - .
قال فأعجب الرشيد قوله وخرج وعليه الخلع وقد أمر له بجائزة فما رأيت العتابي قط أبسط منه يومئذ .
بشار يحقد على العتابي .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني ابن مهرويه قال حدثنا أحمد ابن خلاد قال حدثني أبي قال جاء العتابي وهو حدث إلى بشار فأنشده .
( أَيصْدِفُ عن أمامةَ أمْ يُقِيمُ ... وعهدُك بالصِّبا عهدٌ قديمُ ) .
( أقول لِمُستَعارِ القَلبِ عَفَّى ... على عَزَماتِه السّيرُ العديمُ ) .
( أما يكفيكَ أنَّ دموعَ عيني ... شآبيبٌ يفيض بها الهموم ) .
( أشِيمُ فلا أردُّ الطرف إلاّ ... على أرجائِه ماءٌ سَجُوم ) - وافر - .
قال فمد بشار يده إليه ثم قال له أنت بصير قال نعم قال عجبا لبصير ابن زانية أن يقول هذا الشعر فخجل العتابي وقام عنه .
أخبرني محمد بن يونس الأنباري الكاتب قال حدثني الحسن بن يحيى أبو الحمار عن إسحاق قال كلم العتابي يحيى بن خالد في حاجة بكلمات قليلة فقال له يحيى لقد ندر كلامك اليوم وقل فقال له وكيف لا يقل وقد تكنفني ذل المسألة وحيرة الطلب وخوف الرد فقال والله لئن قل كلامك لقد كثرت فوائده وقضى حاجته