حاجة قال نعم ابن عمك أرسلني إليك بالسلام فأطرقت ثم قالت ما كنت أهلا للتحية لو علمت أنك رسوله قل له عني أرأيت قولك .
( أبَتْ ليلةُ بالغَيلِ يا أمّ مالكٍ ... لكم غيرَ حب صادقٍ ليس يكذبُ ) .
( ألا إنما أبقيتِ يا أُمَّ مالكٍ ... صَدىً أينما تذهبْ به الريحُ يذهبِ ) .
أخبرني عن ليلة الغيل أي ليلة هي وهل خلوت معك في الغيل أو غيره ليلا أو نهارا فقال لها قيس يا ابنة عم إن الناس تأولوا كلامه على غير ما أراد فلا تكوني مثلهم إنما أخبر أنه رآك ليلة الغيل فذهبت بقلبه لا أنه عناك بسوء قال فأطرقت طويلا ودموعها تجري وهي تكفكفها ثم انتحبت حتى قلت تقطعت حيازيمها ثم قالت اقرأ على ابن عمي السلام وقل له بنفسي أنت والله إن وجدي بك لفوق ما تجد ولكن لا حيلة لي فيك فانصرف قيس إليه ليخبره فلم يجده .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني عمي عن ابن الصباح عن ابن الكلبي عن أبيه قال مر المجنون بعد اختلاطه بليلى وهي تمشي في ظاهر البيوت بعد فقد لها طويل فلما رآها بكى حتى سقط على وجهه مغشيا عليه فانصرفت خوفا من أهلها أن يلقوها عنده فمكث كذلك مليا ثم أفاق وأنشأ يقول .
( بكى فرحاً بليلى إذ رآها ... محبُّ لا يرى حَسَنَاً سواها )