وقال ابن الأعرابي كان العجير يتحدث إلى امرأة من بني عامر يقال لها جمل فألفها وعلقها ثم انتجع أهلها نواحي نصيبين فتتبعتها نفسه فسار إليهم فنزل فيهم مجاورا ثم رأوه منازلا ملازما محادثة تلك المرأة فنهوه عنها وقالوا قد رأينا أمرك فإما أن انقطعت عنها أو ارتحلت عنا أو فأذن بحرب فقال ما بيني وبينها ما ينكر وإنما كنت أتحدث إليها كما يتحدث الرجل الكريم إلى المرأة الحرة الكريمة فأما الريبة فحاش لله منها ثم عاود محادثتها فانتهبوا ماله وطردوه فأتى محمد بن مروان بن الحكم وهو يومئذ يتولى الجزيرة لأخيه عبد الملك بن مروان فأتاه مستعديا على بني عامر وعلى الذي أخذ ماله خصوصية وهو رجل من بني كلاب يقال له ابن الحسام وأنشده قوله .
( عفا يافِعٌ من أهله فطَلوبُ ... وأقفَرَ لو كان الفؤادُ يثوب ) .
( وقفتُ بها مِن بَعْدِ ما حلّ أهْلُها ... نَصِيبِين والرّاقي الدموعَ طبيب ) .
( وقد لاح معروفُ القتِير وقد بدتْ ... بك اليومَ من ريب الزمان نُدوب ) .
( وسَالمْتُ روحاتِ المطيّ وأحْمَدَتْ ... مناسمُ منها تشتكي وصُلوب )