( مَتى لا تَجِدْه تَنْصَرِفْ لِطياتِها ... مِنَ الأرض أو تَعمِد لإِلف فَتَرْبَعِ ) .
( عَن الدهرِ فاصفح إنه غيرُ مُعْتِبٍ ... وفي غيرِ مَن قد وَارَتِ الأرضُ فاطمَع ) - طويل - .
وهذه الأبيات من قصيدة يرثي بها أرطاة ابنه عمراً .
قيامه عند قبر ابنه ورثاؤه له .
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثنا الحسن بن عليل قال حدثنا قعنب بن المحرز عن أبي عبيدة قال كان لأرطاة بن سهية ابن يقال له عمرو فمات فجزع عليه أرطاة حتى كاد عقله يذهب فأقام على قبره وضرب بيته عنده لا يفارقه حولا ثم إن الحي أراد الرحيل بعد حول لنجعة بغوها فغدا على قبره فجلس عنده حتى إذا حان الرواح ناداه رح يا بن سلمى معنا فقال له قومه ننشدك الله في نفسك وعقلك ودينك كيف يروح معك من مات مذ حول فقال أنظروني الليلة إلى الغد فأقاموا عليه فلما أصبح ناداه أغد يا بن سلمى معنا فلم يزل الناس يذكرونه الله ويناشدونه فانتضى سيفه وعقر راحلته على قبره وقال والله لا أتبعكم فامضوا إن شئتم أو أقيموا فرقوا له ورحموه فأقاموا عامهم ذلك وصبروا على منزلهم وقال أرطاة يومئذ في ابنه عمرو يرثيه .
( وقفتُ على قبرِ ابن سلمى فلم يَكُنْ ... وقوفي عليه غيرَ مَبْكًى ومَجْزَع ) .
( هل أنتَ ابنَ سلمى إنْ نظرتُكَ رائحٌ ... مع الركبِ أو غادٍ غداةَ غدٍ معي ) .
( أأنسى ابنَ سَلْمَى وهو لم يأتِ دونَه ... من الدهر إلا بعضُ صيف ومَرْبَع ) .
( وقفتُ علىجُثمان عمرو فلم أجد ... سوى جَدَثٍ عافٍ ببَيْدَاء بلقع ) .
( ضربْتُ عَمُوْدَيْ بانةٍ سَمَوَا معاً ... فخرَّت ولم أُتبعْ قَلُوصي بدَعْدَعِ )