( أبي كان خيراً من أبيكَ ولم يَزَلْ ... جَنيباً لآبائي وأنت جنيبُ ) .
فقال له عبد الملك بن مروان كذبت شبيب خبر منك أبا ثم أنشده .
( وما زلتُ خيراً منك مذ عَضَّ كَارِهاً ... برأسك عاديُّ النِّجاد رَسوب ) - كامل - .
فقال له عبد الملك صدقت أنت في تفسك خير من شبيب فعجب من عبد الملك من حضر ومن معرفته مقادير الناس على بعدهم منه في بواديهم وكان الأمر على ما قال كان شبيب أشرف أبا من أرطاة وكان أرطاة أشرف فعلا ونفسا من شبيب .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا عمرو بن بحر الجاحظ ودماذ أبو غسان قالا جميعا قال أبو عبيدة دخل أرطاة بن سهية على عبد الملك بن مروان فقال له كيف حالك يا أرطاة وقد كان أسن فقال ضعفت أوصالي وضاع مالي وقل مني ما كنت أحب كثرته وكثر مني ما كنت أحب قلته قال فكيف أنت في شعرك فقال والله يا أمير المؤمنين ما أطرب ولا أغضب ولا أرغب ولا أرهب وما يكون الشعر إلا من نتائج هذه الأربع وعلى أني القائل .
( رأيتُ المرءَ تأكُلُه اللَّيالي ... كأكْلِ الأرضِ سَاقِطةَ الحديدِ ) .
( وما تَبْغي المَنيَّةُ حينَ تأتي ... على نَفْسِ ابن آدمَ من مَزِيدِ )